صرخة عالية جداً من الأعماق لكل إنسان عسى أن يستيقظ من نومه العميق قبل الندم وقبل فوات الأوان هذا هو الكنز العظيم الذي سيحل جميع مشاكلك ويحقق لك جميع أمانيك في الدنيا والآخرة... قال الله سبحانه وتعالى: (اذكروني أذكركم)
اكمل القصة حتى النهاية فهي ليست بالطويلة
- كان هناك صياد سمك .. جاد في عمله يصيد في اليوم سمكة .. فتبقى في بيته ما شاء الله أن تبقى حتى إذا انتهت .. ذهب إلى الشاطيء ليصطاد سمكة أخرى في ذات يوم وبينما كانت زوجة الصياد تقطع ما اصطاده زوجها إذا بها ترى أمراً عجباً رأت في بطن تلك السمكة لؤلؤة تعجبت لؤلؤة .. في بطن سمكة ..؟؟ سبحان الله زوجي .. زوجي .. أنظر ماذا وجدت ماذا إنها لؤلؤة لؤلؤة !! لؤلؤة في بطن سمكة يا لك من زوجة رائعة .. أحضريها .. لعلنا نقتات بها يومنا هذا .. ونأكل شيئا غير السمك أخذ الصياد اللؤلؤة وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور نظر إليها جاره التاجر
لكنني لا أستطيع شراءها ي! ااااااااه .. إنها لا تقدر بثمن .. <>لو بعت دكاني وبيتي ما أحضرت لك ثمنها لكن اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة لعله يستطيع أن يشتريها منك أخذ صاحبنا لؤلؤته .. وذهب بها إلى البائع الكبير .. في المدينة المجاورة وعرض عليه القصة الله .. والله يا أخي .. إن ما تملكه لا يقدر بثمن لكني وجدت لك حلا .. اذهب إلى والي المدينة فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة وعند باب قصر الوالي وقف صاحبنا ومعه كنزه الثمين .. ينتظر الإذن له بالدخول الله .. إن مثل هذه اللآليء هو ما أبحث عنه .. لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها لكني سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة ستبقى فيها ست ساعات .. خذ منها ما تشاء .. وهذا هو ثمن اللؤلؤة سيدي .. لعلك تجعلها ساعتان .. فست ساعات كثيرة على صياد مثلي لا .. بل ست ساعات كاملة لتأخذ من الخزنة ما تشاء دخل صاحبنا خزنة الوالي .. وإذا به يرى منظراً مهولاً غرفة كبيرة جداً .. مقسمة إلى ثلاثة أقسام قسم مليء بالجواهر والذهب واللآليء وقسم به فراش وثير .. لو نظر إليه نظرة نام من الراحة وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب الصياد محدثاً نفسه ست ساعات ؟؟ إنها كثيرة جداً على صياد بسيط الحال مثلي ؟؟ ماذا سأفعل في ست ساعات حسناً .. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث سآكل حتى املأ بطني حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث وقضى ساعتين من الوقت .. يأكل ويأكل .. حتى إذا انتهى .. ذهب إلى القسم الأول وفي طريقه رأى ذلك الفراش الوثير .. فحدث نفسه الآن أكلت حتى شبعت فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن هي فرصة لن تتكرر .. فأي غباء يجعلني أضيعها ذهب الصياد إلى الفراش .. استلقى .. وغط في نوم عميق وبعد برهة من الزمن قم .. قم أيها الصياد الأحمق .. لقد انتهت المهلة هاه .. ماذا ؟؟ نعم .. هيا إلى الخارج أرجوكم .. ما أخذت الفرصة الكافية هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة .. والآن أفقت من غفلتك تريد الإستزادة من الجواهر .. ؟؟ أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر حتى تخرج إلى الخارج .. فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها لكنك أحمق غافل لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه .. خذوه إلى الخارج لا .. لا .. أرجوكم .. أرجوكم ... لااااااااااااااااااااااااااااا )) انتهت قصتنا(( لكن العبرة لم تنتهي أرأيتم تلك الجوهرة: هي روحك إنها كنز لا يقدر بثمن .. لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز أرأيت تلك الخزنة: ..؟؟ إنها الدنيا أنظر إلى عظمتها وانظر إلى استغلالنا لها أما عن الجواهر: فهي الأعمال الصالحة وأما عن الفراش الوثير: فهو الغفلة وأما عن الطعام والشراب: فهي الشهوات والآن .. أخي صياد السمك أما آن لك أن تستيقظ من نومك .. وتترك الفراش الوثير وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك قبل أن تنتهي تلك المدة الممنوحة لك ... وهي عمرك فتتحسر وأنت تخرج من الدنيا رجاء خاص وهو ان تحب الخير لغيرك وترسلها لمن عندك حتى يستفيدو من عبرة القصة ... ومن يعلم ؟؟ فقد تؤجر اجرا عظيما اذا اهتدى احدهم لطريق الخير بسبب قراءته لهذه القصة اللهم اغفر لي ولوالدي ولمن احب .اللهم اشف والدينا واشفنا ومن نحب ... اللهم ارحمنا وارحم والدينا وارحم من نحب اللهم يسر علي وعلى قارئ الرسالة وارزقنا من حيث لا نحتسب .. واوزعني ان اشكر نعمتك علينا ولا تجعلنا من الغافلين الجاحدين اللهم اااااااااااامييييييييييين |
راحة البال والتمتع بها
اكثر من ذكرالله تعالى والاستغفار
قال
ثانيا
انظر للماضي نظرة واثقة بلا ضعف وتقبله كما هو ولا تحاول إعادة التفكير في الأحداث بصورة مختلفة او إعادة تصويرها وتخيلها بشكل مختلف عما حدثت به.
ثالثا
رابع
خامس
سادسا
كن قنوعاً ولاتنظر لمن هم اعلى منك في امور الدنيا وانظر لمن هم اسفل منك في شتى الامور والنواحي المختلفه.
سابعا
ثامنا
الاستفادة من خبرة من لهم تجربة مشابهة وذلك بمحاولة الاقتراب منهم والتماس ظروفهم المشابهة لك ومحاولةالإحساس بإنك افضل حالا من كثيرين حولكفهذا يساعدك على تقبل الأمر.
تاسعا
أحد عشر
ثالث عشر
رابع عشر
حاول ان تروض نفسك على مكارم الاخلاق فالاتصاف بحسن الخلق ومعاملة الناس بالحسنى تشعرك براحة عظمى وبسعادة بالغة.
خامس عشر
وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ
هل تعلم أن الماء يسمع كلامك ؟
هل تعلم أن الماء يتأثر بما يقال له ؟؟!!!
يقول الشيخ محمد العريفي:
أجريت دراسة على مكونات وجزيئات الماء،
فوجدوها تتأثربما
يقال لها،،
وهذه الدراسه،، أجريت في أحد الدول االغربيه،،
فجعلوا عدد من الأشخاص وبأيديهم كاسات من الماء،،
ثم يحدثوها بما شاؤا
فبعضهم،، يقول ilove you
you are kind والعديد من الكلمات الجميله،،
وبالمقابل كانت مجموعه تهمس لذلك الكأس
بكلمات سيئه: لاأحبك، أنتي حقوده و......
وكل شخص أخذو كأسه ومن قال كلمات جميله:
كانت جزيئات الماء بشرائح جميله وتركيبة تشبه الألماس..
ومن قال كلمات سيئه: كانت جزيئات تلك الشرائح عادية الشكل...
أتدرووووووووووون ماذا حصل..
عند الكأس الأخير>> كانت تركيبه مرسومة بشكل أثار
تعجب الخبراء،، والحضور،فكانت بغاية الجمال..
أتعلمون مالسر في ذلك؟؟
لأنه قال بسم الله الرحمن الرحيم فقط..
وكان شخص مسلم،، فسألوه هل أتيت بهذ الماء
من الخارج؟
فأفادهم بأنه هو نفس الكأس الذي
أخذه منهم،، ولكنهم لم يصدقوه لغرابة مارأوه..
فطلبو منه إعادة التجربه أمام أعيونهم،،
ولكن صاحبنا كان ذكيا" فستأذنهم للوضوء ثم
رجع، وأخذ الكأس، وقرأ سورة الفاتحه,وآيتي
الكرسي..
ثم أعطاهم الكأس ليفحصوا، جزيئاته،،
وهنا لم يصدقوا ذلك الجمال الفائق الروعه،
والإبداع الإلهي، في تلك التركيبة المثيره،،
وطلبوا منه معرفة ماقال: لأانها كانت الأجمل،،
والأتقن في دراستهم تلك..
فسبحان من جعل القراءة على الماء شفاء في
الرقية الشرعيه. .
سبحانك يارب..
سبحانك يا إلهي سبحانك ما أعظمك وما أقدرك
كيف لا وقد قال الله بحق القرآن الكريم :
{ لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
(21)سورة الحشر
وبعد هذه النظريات إذا شربت كوب من الماء فأذكر إسم الله عليه وقل بسم الله
"منتجع الحواس الست"
قل لمن يحمل همّا بأن همّه لن يدوم
قل لمن يحمل همّا بأن همّه لن يدوم
فكما تفنى السعاده هكذا تفنى الهموم
هذا يوم جديد
يحمل كل الخير والبركة
نسأل الله
أن يهبنا نفوسا راضية
وصدورا من الهموم خالية
وقلوبا بحبه صافية
وأن يزرع فينا الأمان والطمأنية
وأن يعاملنا برحمته وليس بعدله
وأن يعطي ولا يأخذ منا
وأن يتـــم علينا وعليكم العافية ..
إذا يا صاحبي
دع الشمس تشرق في قلبك
وأنت يا صغيرتي أطردي الهموم من ذآكرتك
وعودي الى سابق حياتك
فرحة مرحة بدون الحزن والألم
صباح الخير أيضا
اللهم ببركة هذا اليوم لاتحرم احبتي نفحات رحمتك
ووافي مغفرتك
اللهم كما تحيي الارض بمائك احي قلوب من احببت
بذكرك وثنائك
اللهم يامشرق الصباح
وجاعل القرآن اكبر ايضاح
إحفظ أحبتي في كل مساء وصباح
وارزقهم الجنة
والفلاح
وسهل امرهم
وتقبل عملهم
اللهم آمـــينا
للهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمني و من الشيطان
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
في داخل الأصداف يوجد اللؤلؤ، وفي داخلكم وجدت الأنسان و أجمل القيم . فليحفظ الله الود بيننا ويجعل الجنة دارنا ويبارك لكم في حياتكم
صباحكم سعيد
جنة الدنيا
والناس في حياتهم يتقلبون بين النعم والنقم والابتلاءات، والمؤمن الموفق يعلم كيف يتعامل مع هذه الاختبارات، قال رسول الله «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابه ضراء صبر فكان خيرًا له» صحيح مسلم
ونعيم الدنيا لا يخلو من شقاء وتعب ونصب، فنعيمها لا يبقى، فإما أن يتركه الإنسان ويموت، وإما أن يتركه وهو أحوج ما يكون إليه
ونعيم الدنيا لا يشبع، فلو أن لابن آدم واديًا من ذهب لتمنى له اثنين، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب
ونعيم الدنيا لا يصفو، فهو لا يخلو من تعب ونصب
تعبٌ كلها الحياة فواعجبًا مِن راغب في ازدياد
أرى الدنيا لمن هي في يديه
عذابًا كلما كثرت لديه
تهين المكرمين لها بصُغر
وتكرم كل من هانت عليه
والإنسان في الدنيا لا يشعر بالرضا أبدًا، وقد صدق القائل
صغيرٌ يطلب الكِبَر
وشيخٌ وَدَّ لو صَغر
وخالٍ يشتهي عملاً
وذو عملٍ به ضَجِرا
وربُّ المال في تَعَبٍ
وفي تعبٍ من افتقرا
من ذا الذي قد نال راحة فكره
في عمره من عسره أو يسره
لقد كان رسول الله يقول في دعائه «اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين» رواه النسائي وصححه الألباني فالنعيم الذي لا ينفد هو نعيم الجنة ؛ لأن نعيم الدنيا لا بد وأن ينفد، وقرة العين التي لا تنقطع تكون في الجنة ؛ لأن سرور الدنيا لا يدوم، ولهذا قال رسول الله «وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك» وهذا كله لا يكون إلا في الجنة
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» كتاب الزهد والرقائق ح
وروى البيهقي في الزهد الكبير عن فضيل بن عياض في معنى قول النبي «الدنيا سجن المؤمن» قال هي سجن من ترك لذاتها وشهواتها، فأي سجن هي عليه؟
وروى أبو داود في الزهد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، إن المؤمن إذا مات خلى له سربه يسرح في الجنة حيث شاء»
وروى ابن المبارك عن الحسن قال والله إن أصبح مؤمن فيها إلا حزينًا، وكيف لا يحزن وقد أخبره الله أنه وارد جهنم، ولم يأته عن الله أنه صادر عنها، وليلقين أمراضًا ومصيبات وأمورًا عظيمة، وليُظلمن فيها فما ينتصر، يبتغي من ذلك الثواب من الله، وما يزال فيها حزينًا خائفًا حتى يفارقها، فإذا فارقها أفضى إلى الراحة والكرامة
قال النووي في شرح الحديث معناه أن المؤمن مسجون فيها ممنوع عن الشهوات المحرمة والمكروهة، ومكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من المنغصات، وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات، فإذا مات انقلب إلى العذاب الدائم وشقاوة الأبد
قُلْتُ ويشهد لهذا قول النبي لعمر رضي الله عنه لما قال ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالسًا وقال «أفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا» فقلت استغفر لي يا رسول الله متفق عليه
وقال المناوي في شرح الجامع الصغير الدنيا سجن المؤمن بالنسبة لما أعد له في الآخرة من النعيم المقيم، وجنة الكافر بالنسبة لما أمامه من عذاب الجحيم اهـ
ومن عدل الله عز وجل أن نعم الله الدنيوية يستوفيها الكافر في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب
مر الحافظ ابن حجر العسقلاني قاضي قضاة مصر برجل يهودي يبيع السمن والزيت، وكان ابن حجر يركب عربة تجرها والبغال الناس حوله، فاستوقفه اليهودي قائلاً إن نبيكم يقول «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر»، فكيف أكون أنا بهذه الحال، وأنت بهذه الحال؟ فقال ابن حجر أنا في سجن بالنسبة لما أعده الله للمؤمنين في الآخرة، وأنت في جنة بالنسبة لما أعده الله للكافرين في الجحيم فأسلم اليهودي
والحقيقة أن الكافرين وإن استمتعوا بالدنيا، فإنهم في كرب وضيق لإعراضهم عن الله عز وجل، يقول الله تعالى «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا» طه
ولهذا يُقدم أحدهم على قتل نفسه بسبب هذا الضنك
إن ما يُعطى الكافر من نعيم في الدنيا إنما هو إمهال واستدارج، يقول تعالى «سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ» الأعراف وقال تعالى «وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ» البقرة
وقال تعالى «لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى» طه
وقال تعالى «لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ» آل عمران ،
قال السعدي، رحمه الله وهذه الآية المقصود منها التسلية عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا، وتنعمهم فيها، وتقلبهم في البلاد بأنواع التجارات والمكاسب واللذات، وأنواع العز، والغلبة في بعض الأوقات، فإن هذا كله «متاع قليل» ليس له ثبوت ولا بقاء، بل يتمتعون به قليلاً ويعذبون عليه طويلاً، هذه أعلى حالة تكون للكافر، وقد رأيت ما تؤول إليه
أما المتقون لربهم، المؤمنون به، فمع ما يحصل لهم من عز الدنيا ونعيمها «لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا»
فلو قدر أنهم في دار الدنيا، قد حصل لهم كل بؤس وشدة، وعناء ومشقة، لكان هذا بالنسبة إلى النعيم المقيم، والعيش السليم، والسرور والحبور، والبهجة نزرًا يسيرًا، ومنحة في صورة محنة، ولهذا قال تعالى «وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لالَْبْرَارِ»، وهم الذين برت قلوبهم، فبرت أقوالهم وأفعالهم، فأثابهم البر الرحيم من بره أجرًا عظيمًا، وعطاءً جسيمًا، وفوزًا دائمًا اهـ
ولأجل هذا يُكره للمؤمن الانغماس في لذات الدنيا والترفه فيها لأن هذا مما يُطغي ويُنسي، قال الله تعالى «فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى» النازعات
عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف أُتي بطعام وكان صائمًا، فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، فكفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه وأراه، قال وقتل حمزة وهو خير مني، يعني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام رواه البخاري
جنة الدنيا
إذا رَضِيَ المؤمن بالله تعالى ربًا، وتذوق طعم الإيمان ووجد حلاوته ورضي عن الله تعالى في كل ما يفعله به ويقدره عليه، وجد في قلبه لذة لا تعادلها لذة، ألا وهي لذة الرضى بالله والأنس به والشوق إلى لقائه وحب هذا اللقاء، ومن أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ولقد كان النبي يسأل ربه لذة النظر إلى وجهه الكريم والشوق إلى لقائه، ولما خيره الله بين الدنيا وما فيها، وبين لقاء الله، اختار لقاء الله، وقال «اللهم الرفيق الأعلى»
عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله يقول «ذاق طعام الإيمان من رَضِيَ بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولاً» رواه مسلم
وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله «من قال حين يمسي رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبينًا، كان حقًا على الله أن يرضيه» رواه الترمذي وحسنه
هذه الأمور الثلاثة التي تضمنتها هذه الأحاديث وهي الرضا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولاً، هي الأصول الثلاثة التي بنى عليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كتابه «الأصول الثلاثة وأدلتها»، وهي الأمور التي يسأل عنها في القبر، فالإنسان يسأل في قبره عن دينه وربه ونبيه محمد
ورد في «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» «ذاق طعم الإيمان» أي حلاوة الإيمان ولذاته، «من رضي بالله ربًا»، قال صاحب التحرير معنى رضيت بالشيء قنعت به، واكتفيت به، ولم أطلب معه غيره، فمعنى الحديث لم يطلب غير الله تعالى ولم يسع في غير طريق الإسلام ولم يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد ، ولا شك أن من كانت هذه صفته فقد خلصت حلاوة الإيمان إلى قلبه وذاق طعمه
وقال القاضي عياض معنى الحديث صح إيمانه واطمأنت به نفسه وخامر باطنه ؛ لأن رضاه بالمذكورات دليل لثبوت معرفته ونفاذ بصيرته ومخالطة بشاشته قلبه ؛ لأن من رضي أمرًا سهل عليه فكذا المؤمن إذا دخل قلبه الإيمان سهل عليه طاعات الله تعالى ولذت له
وقال ابن القيم فالرضى بإلهيته يتضمن الرضى بمحبته وحده وخوفه ورجائه والإنابة إليه والتبتل إليه، وانجذاب قوى الإرداة والحب كلها إليه، فعل الراضي بمحبوبه كل الرضى وذلك يتضمن عبادته والإخلاص له
والرضى بربوبيته يتضمن الرضى بتدبيره لعبده ويتضمن إفراده بالتوكل عليه والاستعانة به والثقة به والاعتماد عليه وأن يكون راضيًا بكل ما يفعل به
فالأول يتضمن رضاه بما يؤمر به، والثاني يتضمن رضاه بما يقدر عليه
وأما الرضى بنبيه رسولاً فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق إليه بحيث يكون أولى به من نفسه فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته ولا يحاكم إلا إليه ولا يحكم عليه غيره ولا يرضى بحكم غيره البتة
وأما الرضى بدينه فإذا قال أو حكم أو أمر أو نهى رضي كل الرضى ولم يبق في قلبه حرج من حكمه وسلم له تسليمًا ولو كان مخالفًا لمراد نفسه أو هواها أو قول شيخه وطائفته «مدارج السالكين»
وقال في «الوابل الصيب» وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول
وكان يقول في محبسه في القلعة لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبًا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير، ونحو هذا
وكان يقول في سجوده وهو محبوس «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ما شاء الله»
وقال لي مرة «المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه»
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها، نظر إليه وقال «فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ»
وعلم الله ما رأيت أحدًا أطيب عيشًا منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشًا، وأشرحهم صدرًا، وأقواهم قلبًا، وأسرهم نفسًا، تلوح نضرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة
فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها
وكان بعض العارفين يقول
وقال آخر إنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب
فمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسكون إليه والطمأنينة إليه وإفراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد وعزماته وإرادته، هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم، وهو قرة عين المحبين، وحياة العارفين، وإنما تقر عيون الناس به على حسب قرة أعينهم بالله عز وجل، فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات
قال الشيخ ابن عثيمين معلقًا على قول ابن تيمية «جنتي في صدري» ولعل هذا هو السر في قوله تبارك وتعالى «لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى» الدخان يعني في الجنة لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى، ومعلوم أن الجنة لا موت فيها لا أولى ولا ثانية، لكن لما كان نعيم القلب ممتدًا من الدنيا إلى دخوله الجنة، صارت كأن الدنيا والآخرة كلها جنة وليس فيها إلا موتة واحدة
قال الله تعالى «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً»، فهذا في الدنيا، ثم قال «وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، فهذا في البرزخ والآخرة
وقال تعالى «وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ»
وقال تعالى «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ»، فهذا في الآخرة
وقال تعالى «قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»، فهذه أربعة مواضيع ذكر الله تعالى فيها أنه يجزي المحسن بإحسانه جزاءين جزاء في الدنيا وجزاء في الآخرة
فالإحسان له جزاء معجل ولا بد، والإساءة لها جزاء معجل ولا بد، ولو لم يكن إلا ما يجازى به المحسن من انشراح صدره في انفساح قلبه وسروره ولذاته بمعاملة ربه عز وجل وطاعته وذكره ونعيم روحه بمحبته، وذكره وفرحه بربه سبحانه وتعالى أعظم مما يفرح القريب من السلطان الكريم عليه بسلطانه
وما يجازى به المسيء من ضيق الصدر وقسوة القلب وتشتته وظلمته وغمه وهمه وحزنه وخوفه، وهذا أمر لا يكاد من له أدنى حسن وحياة يرتاب فيه، بل الغموم والهموم والأحزان والضيق عقوبات عاجلة ونار دنيوية وجهنم حاضرة، والإقبال على الله تعالى والإنابة إليه والرضا به وعنه، وامتلاء القلب من محبته واللهج بذكره والفرح والسرور بمعرفته ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل وآخر داعونا أن الحمد لله رب العالمين